الأربعاء، 19 فبراير 2014

عن شبابنا | شبابُ مِصر

هذا شاب كان يطمح أن يكون طبيباً في بلده وأن يعالج مرضى شعبه، وهذه فتاة صحفية ذكية ومثقفة، وهناك شباب وعلماء لديهم مشاريع واخترعوا واكتشفوا العديد العديد من الاختراعات .. وعندما جاءت شركات خارجية لتأخذهم وتستفيد منهم وتعطيهم الجنسية الأجنبية مقابل أن يعملوا لديها رفضوا ! برغم الأموال الطائلة والهائلة .. وتلكَ طفلة تبكي حزينة على مشاهد الدمار التي افتعلت في بلادها، وهنا بضع شابات منكسرات بسبب أنهم أُغتصبوا من وحوش وذئاب بشرية .. لكن .. ليذهبوا جميعاً إلى الجحيم!

فهذا الشاب الذي حرق عشرات السيارات التابعة للشرطة، وشلته التي عادَت أساتذة الجامعات ومارسوا العنف على كل من يخالفهم الرأي من العامة والمارة .. وهؤلاء الشابات اللواتي ضربن زميلاتهن في الجامعة لمجرد أنها لا تشترك معهن في المظاهرات "السلمية" المشتعلة بالنار والقنابل البدائية .. هم أشرف وأكثر وطنية وأكثر استحقاقاً للاهتمام ومحط الأنظار من جميع النماذج التي سبق ذكرها في البداية .. فهؤلاء يمثلون المثال الحقيقي للشباب الحر الواعي المثقف الساعي إلى الديمقراطية! فلقد عانوا كثيرا بعدما قدموا لبلادهم إنجازات عديدة مشرفة أفادتها وأفادت المجتمع! وهم طبقوا "الديمقراطية" والسلمية والروح الثورية بشكل مثالي! إنهم حفنة من أطيب شباب هذا الوطن. إنهم من سيرفعوا رأسنا عاليا بين جميع الأمم. ماذا؟ لا تصدقوني؟

هؤلاء الشباب هم أكثر من ضحوا لأجل وطنهم، فعندك مثلا .. بفضلهم وبركتهم حصلنا على المركز الأول بين أمم العالم في أسوأ مكان تعيش فيه المرأة، وتفوقنا على جميع الدول -حتى على أكثرها تخلفا وفقرا- من حيث نسبة التحرش. ويمكنك أن ترى مدى الوعي والرقي لديهم ومستوى ثقافتهم عندما تنظر إلى ردود الشباب على أي تعليق فتاة في أي موقع اجتماعي، وكمية الألفاظ المحترمة التي يستخدمونها كحجة ودليل وبرهان قوي ليثبتوا وجهة رأيهم المتواضعة.


نعم سيداتي سادتي، هؤلاء هم خيرة شباب مِصر العظماء الشرفاء، الذين هم أفضل من الجيل القديم الذي حرر وطننا من الاستعمار والاحتلال في عصره، ولكن هو في رأيهم "رجعي متخلف معملش حاجة للبلد". فهذا الجيل الحالي قدم الكثير الكثير، أكثر وأفضل من الجيل القديم. مما يجعلهم يثقون تمام الثقة في فكرهم وأنهم أفضل من ذي قبلهم.